كتاب أحوال الرجال - ط الرسالة ت السامرائي

وفتنته اللهم وقد استحصد زرع الأهواء المضلة وبلغ نهايته واستغلظ سوقه واستحكم عمومه وخرف وليده واستجمع طريده واستوسق وتبحبح في الآفاق وضرب بجرانه وأنت يا ربنا أولى من خلف نبيك في أمته بأحسن الخلافة وأحق من تداركها إذ فضلتها على سائر الأمم في كتابك فقلت { كنتم خير أمة أخرجت للناس } فأتح اللهم بنور وجهك والحسنى من أسمائك للأهواء المردية بدلا من إتباع الكتاب ونعش سنن الرسول صلى الله عليه وسلم بإمرة تصرع قائمه وتشهم سوقه ولا تدع للأهواء التي لا ترضاها دعامة من رأس يعتمدونه إلا قصمتها ولا ذا نباهة يستجنون بمنعته وجرأة جنانه بالإقدام على أهل الحق إلا أخملت ذكره وأرحت منه عبادك وطهرت من بليته بلادك ولا تدع لها كلمة مجتمعة إلا فرقتها اللهم وكور شمس نهارها وحط نوءها وأم بالحق والسنة رأسها وفض جيوش من افتتن بها واذعر قلوب أهلها وأرنا أنصارها عباديد بعد ألفتهم لغير الله وشتت ذات بينهم بعد اجتماع كلمتها على الضلالة ومقنعي الرؤوس بعدما يرجون من الظهور وأسفر لنا برحمتك عن نهار الحق الذي بعثت عليه نبيك محمدا عليه السلام وأرناه سرمدا لا ليل فيه وأدله ممن ناوأه حتى تجلي لنا عن غشوة الظلم وبهم الحيرة وتحيي به قلوبا ميتة وتجمع به الأهواء المختلفة اللهم وقد عرفتنا من أنفسنا وبصرتنا من عيوبنا وما جنيناه اغترارا وجهلا على أنفسنا خلالا تقعد بنا عن اشتمال أجلنك وحلاوة تحيتك ونشر رحمتك وتدارك أمة محمد نبيك والإسعاف لفقرنا وفاقتنا بالإجابة لدعائك وأنت قديما وحديثا المتفضل على غير المستحقين والمبتدىء بالإحسان بكرمك وجودك عن السائلين فآتنا والعامة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم كرمك وجودك
____________________

الصفحة 213