كتاب أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (اسم الجزء: 1)

والنفاق ضربان: أحدهما أن يظهر صاحبه الدين وهو مسر يبطن الكفر، وعلى هذا كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والضرب الآخر منه: ترك المحافظة على أمور الدين سرا. ومراعاتها علنا، وهذا يسمى نفاقا، كما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم: (سباب المؤمن فسق وقتاله كفر)، وإنما هو كفر دون كفر، وفسق دون فسق، كذلك هو نفاق دون نفاق.
وقد قيل: إن هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جاء في رجل من المنافقين بعينه، كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يواجههم بصريح القول ولا يسميهم بأسمائهم، فيقول: فلان منافق، وإنما يشير إليهم بالأمارة المعلومة على سبيل التورية عن الصريح، وكان حذيفة بن اليمان يقول: إن النفاق إنما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان بعد زمانه كفر.

الصفحة 166