أبيه، عن عبد الله بن زيد قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ، فأخذ ماءً لأذنيه خلاف الماء الذي مسح به رأسه (¬1).
ذكره أبو عبد الله الحاكم في كتاب علوم الحديث، وهو حديث تفرد به أهل مصر، وقد ورد الأمر بتجديد الماء للأذنين من حديث نمران بن جارية عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو إسناد ضعيف.
مالك، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا تَوضأ العبدُ المؤمنُ فمضمضَ خرجَتِ الخَطايا مِنْ فِيهِ. ." وذكر الحديث (¬2).
وفيه فإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه.
وعبد الله الصنابحي لم يلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقال: أبو عبد الله وهو الصواب واسمه عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي.
وقد روي عن أبي أمامة، وابن عباس، وأبي موسى، وأبي هريرة وابن عمر كلهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الأذنانِ منَ الرّأْسِ".
ولا يصح منها كلها شيء.
ذكر هذه الأحاديث أبو داود، والترمذي، والدارقطني رحمهم الله وفي حديث أبي داود، وذكره عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح المآقين، قال: وقال: "الأُذنانِ منَ الرأسِ" (¬3).
النسائي، عن عائشة، وتوضأت وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ثمَّ مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره، ثمَّ مرت بيديها فأذنيها، ثمَّ مرت على الخدَّين (¬4).
¬__________
(¬1) رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 97 - 98).
(¬2) رواه مالك (1/ 40 - 41).
(¬3) ذكر الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني طرق هذا الحديث في سلسلة الصحيحة تحت رقم (36) وخلص إلى أنه حديث صحيح، فراجعه.
(¬4) رواه النسائي (1/ 72 - 73).