كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

وذكر عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق عن الحارث، عن علي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينام على أثر جنابة ولم يمس الماء.
قال: هكذا رواه رواد بن الجراح عن الثوري، ووهم فيه رواد قال: وإنما رواه الثوري عن إسحاق عن الأسود عن عائشة.
مسلم، عن أبي هريرة أنه لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - في طريق من طرق المدينة وهو جنب، فانسل، فاغتسل، فتفقده النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء قال: "أيْنَ كنتَ يا أَبا هُريرة؟ " قال: يا رسول الله لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "سُبحانَ اللهِ إِنّما المؤمن لا ينجسُ" (¬1).
وعن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد (¬2).
وذكر أبو أحمد من طريق حكيم بن نافع، عن موسى بن عقبة، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الغسلُ صاعٌ والوضوءُ مدٌّ" (¬3).
هذا غير محفوظ عن موسى بن عقبة، عن نافع عن ابن عمر، وحكيم ضعفه أبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي (¬4).
وقال فيه أبو أحمد: هو ممن يكتب حديثه، ووثقه ابن معين.
مسلم عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسل من القدح، وهو الفرق، وكنت أغتسل أنا وهو في الإناء الواحد.
قال سفيان الفرق ثلاثة آصع (¬5).
¬__________
(¬1) رواه مسلم (371).
(¬2) رواه مسلم (325).
(¬3) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (2/ 639).
(¬4) الجرح والتعديل (1/ 207).
(¬5) رواه مسلم (319).

الصفحة 195