كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

أصواتِكُمْ، وخصوماتِكُمْ، وأَجمرُوها في الجُمعِ، واجعلُوا عَلى أَبوَابِهَا المَطاهِرَ" (¬1).
العلاء بن كثير هذا هو الدمشقي مولى بني أمية وهو ضعيف عندهم.
وذكر عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى أن تتخذ المساجد طرقًا أو تقام فيها الحدود، أو تنشد فيها الأشعار، أو يرفع فيها الصوت.
وذكر بقية الخبر، وفرات هذا منكر الحديث ضعيفه (¬2).
وذكر أبو أحمد أيضًا من حديث علي بن أبي طالب قال: صليت العصر مع عثمان أمير المؤمنين، فرأى خياطًا في ناحية المسجد، فأمر بإخراجه فقيل: يا أمير المؤمنين إنه يكنس المسجد ويغلق الأبواب ويرش أحيانًا، فقال عثمان: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "جنِّبُوا صناعكُمْ منْ مساجدِكُمْ" (¬3).
هذا حديث غير محفوظ، في إسناده محمد بن محبب الثقفي وهو ذاهب الحديث.
وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسل السيف في المسجد.
وهذا مرسل.
ورواه عمر بن هارون عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثله (¬4).
وعمر بن هارون ضعيف. والصحيح حديث عبد الرزاق وهو مرسل.
¬__________
(¬1) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (5/ 1861).
(¬2) رواه أبو أحمد في الكامل (6/ 2049) وعنده عن ابن عباس وابن عمر.
(¬3) رواه أبو أحمد في الكامل (6/ 2266).
(¬4) ورواه أبو داود (2588) والترمذي (2164) وأحمد والحاكم بسند آخر صحيح عن جابر.

الصفحة 297