كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

وذكر أبو داود من حديث عثمان بن أبي سؤدة عن ميمونة مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: يا رسول الله افتنا في بيت المقدس، فقال: "ائتوهُ فصلُّوا فيهِ" وكانت البلاد إذ ذاك حربًا، "فَإِنْ لَمْ، تَأتُوهُ وتصلُّوا فِيهِ فابعَثُوا بزيتٍ يُسرَجُ في قَنادِيلِهِ" (¬1).
ليس هذا بقوي، وقد صح من طريق آخر فضل بيت المقدس والصلاة فيه.
وذكر أبو داود أيضًا عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبل قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير (¬2).
وقال النسائي: وأن يوطن الرجل المقام للصلاة (¬3).
ولا يتابع تميم على هذا وليس أيضًا بقوي.
أبو داود عن أبي حميد أو عن أبي أسيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا دخلَ أحدُكُمُ المسجدَ فيسلّمْ عَلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ ليقلْ: اللَّهُمَّ افتحْ لِي أبوابَ رحمتِكَ، وإِذَا خرجَ فَليقلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ منْ فضلِكَ" (¬4).
وعن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان إذا دخل المسجد قال: "أَعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِهِ الكريمِ وَبِسلطانِهِ القديمِ منَ الشِّيطانِ الرَّجيمِ قَال: أقطٌّ؟ قلت: نَعَمْ، قالَ: فَإذَا قالَ ذلكَ قالَ الشيطانُ حفظَ منِي سائرَ اليومِ" (¬5).
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (457).
(¬2) رواه أبو داود (862).
(¬3) رواه النسائي (2/ 214 - 215).
(¬4) رواه أبو داود (465).
(¬5) رواه أبو داود (466).

الصفحة 298