كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

كتفي ثم قال: "أمّ قومَكَ، فمن أمَّ قومًا فليخففْ، فإنْ فيهمِ الكبيرَ، وإنَّ فيهمِ المريضَ، وإنَّ فيهمِ الضعيفَ، وإِن فيهمِ ذَا الحاجةِ، وإذَا صَلَّى أحدُكُمْ وحدَهُ فليصلِّ كيفَ شاءَ" (¬1).
وعن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني لأتاخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال: "يَا أيُّهَا النَّاسُ إنَّ مِنْكُمْ مُنفرينَ، فأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَليوجِزْ، فَإِنْ مِنْ وَرَائِهِ الكبيرَ والضَعيفَ وذَا الحِاجةِ" (¬2).
وعن أنس قال: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم لها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3).
البخاري، عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنِّي لأقومُ في الصلاةِ أريدُ أنْ أطوّل فِيهَا، فأسمعُ بكاءَ الصبيِّ، فأتجوّزُ فِي صلَاتِي كراهيةَ أَنْ أشقَّ عَلَى أُمِّهِ" (¬4).
النسائي، عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بالتخفيف، ويؤمنا بالصافات (¬5).
البخاري، عن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلح بينهم في أناس معه، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحانت الصلاة، فجاء بلال إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر
¬__________
(¬1) رواه مسلم (468).
(¬2) رواه مسلم (466).
(¬3) رواه مسلم (469).
(¬4) رواه البخاري (707 و 868).
(¬5) رواه النسائي (2/ 95).

الصفحة 333