كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

وكذلك روي في حديث يزيد بن أبي زياد المتقدم فرفع يديه في أول مرة، ورفع يديه مرة واحدة.
ولا يصح أيضًا.
وروى محمد بن مصعب القرقساني، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة قال: صلى بنا أبو هريرة، فكان يرفع يديه في كل خفض ورفع، فلما قضى الصلاة قال: إني لأعلمكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه كانت صلاته (¬1).
والصحيح من رواية الثقات الحفاظ، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنه كان يصلي لهم فيكبر في كل خفض ورفع.
ولا يعرف غير هذا، ومحمد بن مصعب كانت فيه غفلة، وحديثه هذا ذكره أبو نصر المروزي والدارقطني وغيرهما.
مسلم، عن وائل بن حجر أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حتى دخل في الصلاة كبر وصف همام حيال أذنيه، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما وكبر، فركع فلما قال سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه (¬2).
قال أبو داود في هذا الحديث: ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه والرسغ (¬3).
وقال أبو بكر البزار من حديث وائل بن حجر أيضًا: ثم وضع يمينه على يساره عند صدره (¬4).
وفي إسناده محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل وليس بقوي.
¬__________
(¬1) انظر التمهيد (7/ 79) وما بعده.
(¬2) رواه مسلم (401).
(¬3) رواه أبو داود (727).
(¬4) رواه البزار (268 كشف الأستار).

الصفحة 368