كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

ثم يقول: "اللهُ أكبرُ" ورفع عمران يديه يحكي (¬1).
وذكر أبو داود في كتابه من حديث حميد الأعرج، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، وذكرت حديث الإفك قالت: جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكشف وجهه وقال: "أَعُوذُ بِاللهِ السّمِيع العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ. . . الآية} (¬2).
قال أبو داود: هذا حديث منكر، قد روى هذا الحديث عن الزهري جماعة لم يذكروا هذا الكلام على هذا الشرح، وأخاف أن يكون أمر الاستعاذة منه كلام حميد.
مسلم، عن أنس بن مالك قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
زاد في طريق اَخر: لا في أول قراءة ولا في آخرها (¬3).
وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ صلَّى صلاةَ لَمْ يقرأْ فِيها بِأُمِّ القرآنِ فَهِي خداجٌ، ثلاثًا غيرُ تَمامٍ" فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام، فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قالَ اللهُ تباركَ وتعالَى: قسمتُ الصَّلاةَ بيبي وبينَ عبدِي نصفَيْن ولعبدِي مَا سألَ، فَإذَا قالَ العبدُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، قالَ اللهُ: حمدَنِي عبدِي، وإِذَا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قالَ اللهُ: أثنَى عليَّ عبدِي، وإذَا قالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قالَ اللهُ: مجدَنِي عَبدِي، وقالَ مرةَ: فوّضَ إِليَّ عبدِي، وإِذَا قَالَ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هَذا بينِي وبينَ عبدِي، وَلِعبدِي ما سألَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
¬__________
(¬1) انظر تحفة الأشراف (13/ 168).
(¬2) رواه أبو داود (785).
(¬3) رواه مسلم (399).

الصفحة 373