كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

أشبه بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فلان، فصلينا وراء ذلك الإنسان فكان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف في الأخريين، ويخفف في العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها، ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين (¬1).
مسلم، عن جابر قال: صلى معاذ بن جبل الأنصاري لأصحابه العشاء فطول عليهم، فانصرف رجل منا فصلى، فأخبر معاذ عنه، فقال: إنه منافق،
فلما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ما قال معاذ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتريدُ أَنْ تكونَ فَتّانًا يَا معاذُ؟، إِذَا أممتَ بالنَّاسِ، فاقرأْ بالشَّمسِ وضُحَاها وسبّح اسمِ ربكَ واللَّيلِ إِذَا يَغْشَى" (¬2).
وعن عبد الله بن السائب قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح بمكة، فاستفتح بسورة المؤمنين حتى جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى أخذت النبي - صلى الله عليه وسلم - سعلة فركع.
وفي رواية فحذف وركع (¬3).
وعن البراء بن عازب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في العشاء بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا منه.
وفي طريق آخر أنه عليه السلام كان في سفر (¬4).
وعن قطبة بن مالك قال: صليت وصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد} حتى قرأ {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} قال: فجعلت أرددها ولا أدري ما قال (¬5).
¬__________
(¬1) رواه النسائي (2/ 167 - 168).
(¬2) رواه مسلم (465).
(¬3) رواه مسلم (455).
(¬4) رواه مسلم (464).
(¬5) رواه مسلم (457).

الصفحة 387