كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

يرَاهَا المسلمُ، أَو تُرى لَهُ، أَلاَ وإِنِّي نهيتُ أَنْ أَقرأَ القرآنَ رَاكعًا أَوْ سَاجدًا، فأَمّا الركوعَ فعظّمُوا فِيه الربَّ، وأَمَّا السُجود فاجْتَهِدُوا فِي الدّعاء فقمنَ أَنْ يستجابَ لَكُمْ" (¬1).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قراءة القرآن وأنا راكع أو ساجد (¬2).
وعن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: "سبّوحُ قدوس رب الملائكةِ والرّوحِ".
وعنها قالت: فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ برضاكَ منْ سخطِكَ وبمعافَاتِكَ منْ عقوبَتِكَ، وأعوذُ بِكَ منكَ لَا أُحصي ثناءً عليكَ أَنتَ كمَا أثنيتَ عَلَى نَفْسِكَ" (¬3).
أبو داود عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: "سبحان رَبِّي الأعلَى" (¬4).
روي هذا موقوفًا.
النسائي، عن حذيفة قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة [فقرأ]، فقلت: يركع عند المائة فمضى، فقلت يركع عند المائتين فمضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فافتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلًا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بآية تعوذ تعوذ، ثم ركع فقال: "سبحانَ رَبِّي العَظيم" فكان ركوعه نحوًا من
¬__________
(¬1) رواه مسلم (479).
(¬2) رواه مسلم (480) وفي المخطوطة "أن أقرأ القرآن وأنا راكع أو ساجد" وليس هذا اللفظ عند مسلم.
(¬3) رواه مسلم (486).
(¬4) رواه أبو داود (883).

الصفحة 395