كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

زاد في طريق آخر: "وإِذَا قَرأَ فَأَنصِتُوا".
بكعت الرجل بكعًا أي استقبلته بما يكره، وهو نحو التبكيت ذكره الهروي.
مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا قَالَ الإِمامُ: سَمعَ اللهُ لمن حمدهُ، فقولُوا: اللَّهُمَّ ربّنَا لكَ الحمدُ، فَإنَّهُ منْ وافقَ قَوْلُهُ قولَ الملائكةِ غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ منْ ذنبهِ" (¬1).
وذكر الدارقطني عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو، عن يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد أبي الخطاب قال: سمعت عبد الرحمن بن ثابت بن
ثوبان يقول: حدثني عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كنا إذ صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: سمع الله لمن حمده، قال من وراءه سمع الله لمن حمده (¬2).
قال: رواه أبو طالب الحافظ، عن زيد بن محمد، عن عبد الصمد، عن يحيي بن عمرو بهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا قَالَ الإمامُ سمعَ اللهُ لِمَنْ حمده فَلْيَقُلْ مَنْ وراءَهُ ربّنَا ولكَ الحمدُ".
هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد والله أعلم (¬3).
أبو داود، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول حين يقول سمع الله لمن حمده: "اللَّهُمَّ ربّنَا لكَ الحمدُ مِلءَ السمواتِ وملءَ الأرضِ وملء شِئْتَ منْ شيءٍ بعدَ أَهلُ الثناءِ والمجدِ أحقّ مَا قَالَ العبدُ وكلنَا لكَ عبدٌ, لا مَانِعَ لمَا أعطيتَ وَلا مُعطِي لمَا منعْتَ ولاَ ينفعُ ذَا الجدّ منْكَ الجدّ" (¬4).
¬__________
(¬1) رواه مسلم (409).
(¬2) رواه الدارقطني (1/ 339 - 340).
(¬3) انظر سنن الدارقطني (1/ 340).
(¬4) رواه أبو داود (847).

الصفحة 397