كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 1)

الحبلي عن عبد الله: قبرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا فلما فرغنا وانصرفنا حاذى بابه فوقف، فإذا نحن بامرأة مقبلة، قال: أظنه عرفها، فلما دنت إذا هي فاطمة، فقال: "مَا أَخرَجَكِ مِنْ بَيتِكِ؟ " قالت: يا رسول الله أهل هذا الميت
خرجت إليهم وعزيتهم به، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَلَعَلّكِ بَلَغتِ مَعَهُمُ الكَداءَ" تذكرة شديدة في ذلك.
فسألت ربيعة عن الكداء؟ قال: القبور فيما أحسب هذا أخرجه (أبو داود.
وقال (النسائي): ثنا قتيبة عن المفضل بهذا وقال: "لَوْ بلَغتِ مَعَهُمُ الكِدَاءَ مَا رَأَيْتِ الجَنَّةَ حَتَّى يَراهَا جَدُّ أَبِيكِ".
البزار: ثنا سلمة بن شبيب، ثنا المقبري، ثنا حيوة بن شريح أخبرني ربيعة بن سيف عن الحبلي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى فاطمة ابنته مقبلة فقال: "مِنْ أَينَ أَقبلتِ؟ " فقالت: من وراء جنازة هذا الرجل، فقال: "هَلْ بَلغتِ مَعهمُ الكداءَ"، قالت: لا، وكيف أبلغها وقد سمعت منك ما سمعت فقال: "والَّذِي نفسِي بِيدِه لَوْ بَلغتِ مَعهُمْ مَا رَأَيتِ الجنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ".
قال: (البزار): كثير الغلط، فقد قال البخاري في الضعفاء له: ربيعة بن سيف المعافري الاسكندراني يشبه هشام بن سعد عنده مناكير، روى أحاديث لا يتابع عليها، ثم قال البخاري: سمع المقري، ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني ربيعة عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله قال: بينما نحن نمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ أبصر بامرأة، فلما توسط الطريق، وقف حتى انتهت إليه فإذا فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لها: "مَا أَخْرَجَكِ مِنْ بيتكِ يَا فَاطمةَ"، قالت: أتيت أهل هذا الميت فترحمت على ميتهم وعزيتهم بميتهم، فقال: "فَلعلّكِ بَلغتِ الكدَاءَ؟! " فقالت: معاذ الله أن أكون بلغتها معهم وقد سمعتك تذكر من ذلك ما تذكر، فقال: "لَوْ بلغتِ مَعهُمْ مَا رَأيتِ الجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ".

الصفحة 43