كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 2)

جنازة فكبر عليها أربعًا، ثم أتى القبر من قبل رأسه فحثى فيه ثلاثًا (¬1).
وذكر أبو داود في المراسيل عن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رش على قبر ابنه إبراهيم، وأنه أول قبر رش عليه، وأنه قال حين دفن وفرغ من دفنه قال عند رأسه: "سلامٌ علَيكُمْ" ولا أعلمه قال: حثى عليه بيده" (¬2).
وذكر أبو بكر البزار عن عاصم عن عبيد الله بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام على قبر عثمان بن مظعون [بعدما دفنه] وأمر فرش عليه الماء (¬3).
وقد تقدم ذكر عاصم.
وذكر أبو سعد الماليني في كتابه المؤتلف والمختلف من حديث النعمان بن داود عن عبد الله بن محمَّد بن المغيرة عن سفيان عن ابن عقيل عن
ابن الحنفية عن علي قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ندفن موتانا وسط قوم صالحين، فإن الموتى يتأذون بالجار السوء كما يتأذى به الأحياء (¬4).
وهذا الحديث لم أره في كتاب أبي سعد ولا رأيت الكتاب، ولكن
¬__________
(¬1) ورواه ابن ماجه (1565) وعبد الغني المقدسي في السنن (1/ 123/ 2) قال أبو حاتم في العلل (1/ 169) هذا حديث باطل، وانظر إرواء الغليل (2/ 200 - 202) حيث رد قول أبي حاتم. وقال النووي: إسناده جيد، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 277) هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات.
(¬2) رواه أبو داود في المراسيل (ص 211 - 212) وعندها وفرغ منه" و"حثا عليه بيديه".
(¬3) رواه البزار (843 كشف الأستار) وليس عنده "بعد ما دفنه".
(¬4) ورواه الطبراني في جزء من حديثه (31/ 2) عن المقدام بن داود عن عبد الله بن محمَّد بن المنيرة به والمقدام ضعيف، وعبد الله هذا قال العقيلي: يحدث بما لا أصل له، وساق الذهبي في ترجمته عدة أحاديث، ثم قال: وهذه موضوعات. والنعمان بن داود لم أر له ترجمة. ورواه أبو موسى المديني في "جزء من أدركه الحلال من أصحاب ابن منده" (151/ 2) من طريق سليمان بن عيسى بن نجيح عن سفيان، وسليمان هو السجزي كذاب.

الصفحة 146