كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 2)

تلا هذه الَآية التي في البقرة {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. . .} الآية (¬1).
روي مرسلًا عن الشعبي قال: وهو أصح.
مسلم، عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر على الصدقة، فقال: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا يَنْقِمُ ابنُ جميلِ إِلّا أَنّه كانَ فَقيرًا فأغنَاهُ الله، وأَمَا خالدٌ
فَإنَّكُمْ تظلمونَ خَالِدًا، قَدِ احتبَسَ أَدراعَهُ واعتَادَهُ فِي سَبيلِ اللهِ، وأمَّا العباسُ فَهِيَ عَلَيَّ ومِثلُهَا مَعَهَا" ثم قال: "يَا عُمَرُ أَما شعرتَ أَنَّ عَمَ الرَّجلِ صنوَ أَبيهِ" (¬2).
وقال البخاري: وأما العباس بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي عليه صدقة ومثلها معها (¬3).
أبو داود، عن جرير قال: جاء ناس يعني من الأعراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إن ناسًا من المصدقين يأتوننا فيظلموننا، قال: "أرضُوا مُصدقيكُمْ" قالوا: يا رسول الله وإن ظلمونا، قال: "أرضُوا مصدقيكُم وَإِنْ ظُلِمْتُمْ" (¬4).
وخرجه مسلم ولم يقل وإن ظلمتم (¬5).
وذكر أبو داود أيضًا عن حماد عن أيوب عن دَيْسَم رجل من بني سدوس عن بشير ابن الخصاصية قال: قلنا: إن أهل الصدقة يعتدون علينا، أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ قال: "لاَ" (¬6).
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (659 و 660).
(¬2) رواه مسلم (983).
(¬3) رواه البخاري (1468).
(¬4) رواه أبو داود (1589).
(¬5) رواه مسلم (989).
(¬6) رواه أبو داود (1586).

الصفحة 183