كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 2)

وعن أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّه يُستعملُ عليكُمْ أمراءٌ فتعرفونَ وتنكرونَ فمنْ كَرِهَ فقدْ بَرِئَ ومنْ أَنكرَ فقد سَلمَ، ولكنْ مَنْ رَضِيَ وتَابَعَ" قالوا: يا رسول الله ألا نقاتلهم؟ قال: "لا مَا صَلّوا" (أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه) (¬1).
الترمذي، عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم، فقال: "اسمعُوا هَلْ سمعتُمْ أنَّهُ سيكونُ منْ بعدِي أمراء فمنْ دخلَ عليهِمْ فصدّقَهُمْ بكذبِهِمْ وأَعانَهُمْ عَلَى ظُلمِهِمْ فليسَ منِّي ولستُ منهُ، وليسَ بواردٍ عليَّ الحَوضَ" (¬2).
قال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وفي طريق أخرى: "منْ غَشِيَ أبوابَهُمْ فصدَّقَهُمْ. . . . . ." الحديث وفيه: "ومنْ غَشِيَ أبوَابَهُمْ أَو لَمْ يغشِ فَلَمْ يصدّقهُمْ فِي كذبِهِمْ. . . . . ." وذكر الحديث بكماله وهو أتم من هذا (¬3).
أبو داود، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين (¬4).
مسلم، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: "ادعِي لِي أَبَا بكرٍ وأخاك حتَّى أكتبَ كِتابًا، فإنِّي أخافُ أَنْ يتمنى متمنٍّ ويقولُ قائلٌ: أنا أَوْلَى، ويأبى اللهُ والمؤمنونَ إلَّا أبا بَكرٍ" (¬5).
¬__________
(¬1) رواه مسلم (1854).
(¬2) رواه الترمذي (2260) والنسائي (7/ 160 و 160 - 161) وأحمد (4/ 243) وابن أبي شيبة في المصنف (11/ 452) وابن حبان (279 و 282 و 283 موارد) والطبراني في الكبير (ج 19 رقم 294).
(¬3) رواه الترمذي (614).
(¬4) رواه أبو داود (595 و 2931).
(¬5) رواه مسلم (2387) وفي المخطوطة "ويأبى الله ذلك".

الصفحة 376