كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 2)

قام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح بآية، والآية: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} (¬1).
زاد أبو بكر البزار عن جسرة قال أبو ذر: فجئت فقمت خلفه، فأومأ إليّ عن يمينه، فجاء ابن مسعود فقام خلفي وخلفه فأومأ إليه عن يساره فقام يمينًا، كل إنسان يقرأ ويصلي على حدة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بآية واحدة {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ. . . . . .} إلى آخر الآية حتى صلى صلاة الغداة بها يركع وبها يسجد وبها يقوم وبها يدعو وبها يجلس، وذكر في الحديث أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ترديد هذه الآية فقال: "دَعَوتُ لأمَتِي"، فقال: ماذا أجبت وما رد عليك؟ فقال: "مَا لو اطّلعُوا عَلَيْهِ اطِّلاعةً لَتركَ كثيرٌ مِنهُمُ الصَّلاَةَ. . . . ." الحديث إلى آخره.
وجسرة ليست بمشهورة.
مسلم، عن عائشة قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصير وكان يحجره من الليل فيصلي فيه، فجعل الناس يصلون بصلاته ويبسطوه بالنهار فباتوا ذات ليلة فقال: "يَا أَيُّها النَّاسُ عَليكُم مِنَ الأَعمالِ مَا تُطيقونَ، فَكان الله عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَمَلُّ حتى تملُّوا، وإنَّ أَحبَّ الأَعمالِ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ ما دُووِمَ عَلَيهِ وَإِنْ قَلَّ، وَكَانَ آلَ مُحمدٍ إذا، عَمِلُوا عَملًا أَثبتوهُ" (¬2).
خرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن عائشة أيضًا قال فيه: "فَإِنَّ الله لا يملّ مِنَ الثوابِ حتَّى تملُّوا مِنَ العَملِ".
وفي إسناده موسى بن عبيدة وكان ضعيف الحديث وكان من الصالحين رحمه الله.
مسلم، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في المسجد ليلة، فصلى
¬__________
(¬1) رواه النسائي (2/ 177) وفي التفسير من الكبرى.
(¬2) رواه مسلم (782).

الصفحة 62