كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 3)

صاحب له برومية، وكان نظيره في العلم، وصار هرقل إلى حمص فلم يَرِمْ حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه نبي، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمر بأبوابهم فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا النبي، فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال: ردوهم عليَّ، وقال: إني قلت مقالتي آنفًا اختبر بها شدتكم في دينكم، فقد رأيت وسجدوا له ورضوا عنه، فكان ذلك آخر شأن هرقل (¬1).
مسلم، عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال، قال: فكتب إليّ إنما كان ذلك في أول الإسلام، قد أغار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بني المصطلق وهم غارُّون، وأنعامهم تسقي علي الماء، فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم، وأصاب يومئذ قال يحيى أحسبه، قال: جويرية أو ألبتَّة بنت الحارث.
وحدثني هذا الحديث عبد الله بن عمرو كان في ذلك الجيش (¬2).
والصحيح جويرية وكانت اسمها برة وهي زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحَرْبُ خدْعَةٌ" (¬3).
أبو داود، عن أم كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لاَ أُعِدُّهُ كَذِبًا الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ الْقَوْلَ لاَ يُرِيدُ بِهِ إلَّا الإصْلاَح، وَالرَّجُلُ
¬__________
(¬1) رواه البخاري (7 و 51 و 2681 و 2804 و 2841 و 2978 و 3174 و 4553 و 5980 و 6260 و 7196 و 7541) ومسلم (1773).
(¬2) رواه مسلم (1730) والبخاري (2541) وأبو داود (2633) وأحمد (4857 و 4875 و 5124).
(¬3) رواه مسلم (1740).

الصفحة 40