كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 3)

وعن سمرة بن جندب: أما بعد فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى خيلنا خيل الله إذا فزعنا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالجماعة والصبر والسكينة إذا قاتلنا (¬1).
أبو داود أيضًا، عن أبي أُسَيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: "إِذَا أَكْثبوكُمْ فَارْمُوهُمْ، وَلاَ تَسُلُّوا السُّيُوفَ حَتَّى يَغْشُوكُمْ" (¬2).
مسلم، عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُفْرِدَ يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رَهِقُوهُ قال: "مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّة" أو "هُوَ رَفِيقِي في الْجَنَّةِ" فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَنْصَفنا أَصْحَابَنَا" (¬3).
أبو داود، عن الوليد بن هشام أن رجلًا حمل على المشركين يوم حنين وحده من غير أن يؤمر، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فنادى: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاصٍ".
ذكره في المراسيل (¬4).
وفيها: عن الحسن أن رجلًا أراد أن يحمل على المشركين يوم حنين وحده، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتَرَاكَ تَقْتُلُهُمْ وَحْدَكَ، أَمْهِل حَتَّى يَحْمِلَ أَصْحَابُكَ فَتَحْمِلَ مَعَهُمْ" (¬5).
ذكره في المراسيل. والصحيح ما تقدم من قتال الأنصاري وحده.
وذكره أبو أحمد من حديث الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (2560).
(¬2) رواه أبو داود (2663 و 2664) والبخاري (2900 و 3984 و 3985).
(¬3) رواه مسلم (1789).
(¬4) رواه أبو داود في المراسيل (327).
(¬5) رواه أبو داود في المراسيل (322).

الصفحة 52