كتاب الأحكام الوسطى (اسم الجزء: 4)

النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرى أَحَدٌ [مِنْكُم]، رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ" (¬1).
البزار، عن حذيفة قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الدجال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَفِتْنَةُ بَعضِكُم أَخْوَتُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، لَيْسَ مِنْ فِتْنَةٍ صَغِيرَةٍ وَلاَ كَبِيرَةٍ إِلَّا تُصْنَعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، فَمَنْ نَجَا مِنْ فِتْنَةِ مَا قَبْلَها فَقَد نَجَا مِنْها، وَاللهِ لاَ يَضُرُّ مُسْلِمًا، مَكْتُوب بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ" (¬2).
قاسم بن أصبغ، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ وَإِدبَار مِنَ الْعِلْمِ لَهُ أَربَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُها فِي الأَرضِ، الْيَوْمُ مِنْها كَالسَّنَةِ وَالْيَوْمُ مِنْها كَالشَّهْرِ وَالْيَوْمُ مِنْها كَالْجُمُعَةِ ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكم هذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَركَبُهُ عَرِيضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَربَعِينَ ذِراعًا، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ: أَنَا رَبُّكُم، وَهُوَ أَعوَرُ وَإِنَّ ربَّكم لَيْسَ بِأعوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤْهُ كُلُّ مُؤمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ، يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَسَهْلٍ إلَّا الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ حَرَسَهُمَا اللهُ عَنْهُ وَقَامَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأبْوَابِها. . . .". وذكر الحديث (¬3).
مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "سَمِعتم بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْها فِي البَرِّ وَجَانِبٌ مِنْها فِي الْبحرِ؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَها سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ، فَإِذَا جَاؤُوها نَزَلُوا فَلم يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ وَلَم يَرمُوا بِسَهْمٍ قَالُوا لاَ إِلهَ إلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْها- قال ثور: لا اعلمه إلا قال-: الَّذِي فِي الْبَحرِ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لاَ إِله إلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ جَانِبُها الآخَرُ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لَا إِله إلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيُفَرَجُ لَهُمْ فَيَدخُلُونَها فَيَغْنَمُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ فقال:
¬__________
(¬1) رواه مسلم (4/ 2245) بعد الحديث (169).
(¬2) رواه البزار (3391 كشف الأستار) وأحمد (5/ 389).
(¬3) ومن طريقه رواه ابن عبد البر في التمهيد (16/ 180 - 181) ورواه أيضًا أحمد (3/ 367) وابن خزيمة في التوحيد (70) والحاكم (4/ 350) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وفيه عنعنة أبي الزبير وهو مدلس.

الصفحة 378