وقومًا عكسوا، وقومًا قالوا بالاشتراك, ونقل الثلاثة عن الأشعري1,
فعلى القول الثاني, لا خلاف بيننا وبينهم، ولكن المشهور أن الأشعري وأصحابه قالوا: القرآن الموجود عندنا حكاية2 كلام الله تعالى.
وابن كلاب وأتباعه قالوا: عبارة عن كلام الله لا عينه3.
ويروى عن الأشعري: كلام الله القائم بذاته، يسمع عند تلاوة كل تالٍ، وقراءة كل قارئ4.
وقال الباقلاني5: إنما نسمع التلاوة دون المَتْلُوِّ، والقراءة دون المقروء6.
__________
مصنف, مولده سنة 450 هـ, بطوس، ووفاته سنة 505هـ, في الطابران, قصبة طوس بخراسان, الأعلام: "22/7".
1 شرح الكوكب المنير: "11/2"، المستصفى: "100/1"، فواتح الرحموت: "6/2"، فتاوى شيخ الإسلام: "67/12"، المحلى على جمع الجوامع: "104/2"، القواعد والفوائد الأصولية: "صـ 154".
2 في الأصل: لا حكاية كلام الله تعالى, والتصويب من شرح الكوكب المنير: "2/ 12", انظر: الإحكام للآمدي: "159/1"، الفصل في الملل والنحل: "6/3"، أصول الدين: "صـ 108"، الإنصاف: "صـ 82".
3 شرح الكوكب المنير: "12/2"، الإحكام للآمدي: "159/1"، الفصل في الملل والنحل: "6/3".
4 شرح الكوكب المنير: "12/2"، ونكرر التنبيه أن الأشعري له ثلاثة أقوال في مسألة الكلام، ارجع إلى كلام الغزالي المتقدم.
5 محمد بن الطيب, أبو بكر الباقلاني, رأس المتكلمين على مذهب الشافعي، هو من أكثر الناس كلامًا وتصنيفًا في الكلام، وكان غاية في الفطنة والذكاء، وله: "الإنصاف", و"شرح الإبانة", و"التبصرة", وغيرها، توفي سنة 403 هـ, البداية والنهاية: "350/11".
6 الإنصاف: "صـ 80"، ثم انظر: "صـ 82".