كتاب آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية (عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف)

المبحث الثاني مصادر ابن حجر في تلقي العقيدة، ومنهجه في تقريرها
يحسن قبل عرض آراء ابن حجر - رَحِمَهُ اللَّه - الاعتقادية وتقويمها ذكر مصادره في تلقي العقيدة ومنهجه في تقريرها.
وفيما يلي بيان ذلك:

أولًا: مصادره في تلقي العقيدة:
١ - القرآن الكريم:
عَرَّف - ابن حجر - رَحِمَهُ اللَّه - القرآن بقوله: "القرآن: مصدر قرأ، إذا جمع لجمعه السور المختلفة وعلوم الأولين والآخرين، وقيل: إذا أُلِفَ لحسن نظمه وتأليفه" (¬١).
"وهو هنا اللفظ المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - للإعجاز بأقصر سورة منه" (¬٢).
وتعبير ابن حجر - غفر الله له - عنه باللفظ هنا مبني على قوله بأن كلام الله معنى قائم بنفسه، وأن القرآن إنما هو عبارة عنه - كما سيأتي - (¬٣).
وقد بيّن ابن حجر - رَحِمَهُ اللَّه - اشتمال القرآن الكريم على كل شيء، فقال: "ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله تعالى ... " (¬٤).
وذكر - رَحِمَهُ اللَّه - جملة من العلوم التي اشتمل عليها القرآن الكريم، وقرر أصولها أحسن تقرير، واستدل لها بأقرب طريق، حيث قال:
---------------
(¬١) فتح المبين (ص ٢١).
(¬٢) المصدر السابق (ص ١٨٩)، وانظر: التعرف (ص ٢٤).
(¬٣) انظر: (ص ٣٢٧).
(¬٤) المنح المكية (٢/ ٨١١).

الصفحة 59