كتاب آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا

الأدلة من الكتاب والسُّنَّة على بطلانه:
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (¬١).
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «لهو الحديثِ هو الِغناء»، ذكر ذلك البغوي وقال معنى قوله: {يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} أي: يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن (¬٢).
وقال ابن كثير: إنَّ لهو الحديث هو الغناء (¬٣).
وقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} (¬٤) ـ قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «هو الغِناء» (¬٥).
وقوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} (¬٦).
قال مجاهد (¬٧): بصوتك بالغناء والمزامير (¬٨).
---------------
(¬١) سورة لقمان: ٦.
(¬٢) تفسير البغوي ٦/ ٢٨٦.
(¬٣) تفسير القرآن العظيم ٣/ ٤٥٠ - ٤٥١.
(¬٤) سورة النجم: ٦١.
(¬٥) تفسير البغوي ٧/ ٤٢١.
(¬٦) سورة الإسراء: ٦٤.
(¬٧) أبو الحجاج، مجاهد بن جبر المخزومي مولاهم المكي المقري، تابعيٌّ، مُفسِّر، سمع سعدًا، وعائشة وأبا هريرة وأم هانئ وعبد الله بن عمر وابن عباس ولزمه مدَّة، وقرأ عليه القرآن، وكان أحد أوعية العلم روى عنه قتادة، والحكم بن عتيبة وعمرو بن دينار ومنصور، قال مجاهد: عرضتُ القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كلِّ آيةٍ أسأله فيما نزلت، وكيف كانت، توفي سنة ١٠٣ هـ. ينظر: تذكرة الحفاظ ١/ ٩٢، طبقات المفسرين ١/ ١١، سير أعلام النبلاء ٨/ ١٠.
(¬٨) تفسير البغوي ٥/ ١٠٥.

الصفحة 162