كتاب آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا

وقال الشوكاني: "وليس مجرَّد قول لا إله إلا الله مثبتًا للإسلام؛ فإنه لو قالها أحدٌ من أهل الجاهلية وعكف على صنمه يعبده لم يكن ذلك إسلامًا" (¬١).
"وينبغي لمن أراد أن يعرف دين الإسلام أن يتأمل النصوص النبوية، ويعرف ما كان يفعله الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون، وما قاله أئمة المسلمين ليعرف المجمع عليه من المتنازع فيه" (¬٢).

سادسًا: تقسيم التوحيد عند ابن عجيبة
قسَّم ابن عجيبة التوحيد إلى ثلاثة أقسام، فقال: "اعلم أنَّ توحيد الخلق لله تعالى على ثلاث درجات:
الأولى: توحيد العامَّة: وهو الذي يعصم النفس والمال، وينجو به من الخلود في النار، وهو نفي الشركاء والأنداد، والصاحبة والأولاد، والأشباه والأضداد.
الثانية: توحيد الخاصَّة: وهو أن يرى الأفعال كلها صادرة من الله وحده، ويشاهد ذلك بطريقة الكشف لا بطريق الاستدلال.
الثالثة: ألا يرى في الوجود إلا الله، ولا يشهد معه سواه، فيغيب عن النظر إلى الأكوان في شهود المكون" (¬٣).
وقال في تفسير سورة الإخلاص: "قد اشتملت هذه السورة على التوحيد الخاص، أعني توحيد أهل العيان، وعلى التوحيد العام، أعني توحيد أهل البرهان، فالتوحيد الخاص له مقامان: مقام الأسرار الجبروتية، ومقام الأنوار الملكوتية، فكلمة
---------------
(¬١) الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، ص ٢٨٧.
(¬٢) الإخنائية (الرد على الإخنائي)، ص ٤١٩.
(¬٣) البحر المديد ١/ ١٩٢، وينظر: الجواهر العجيبة، ص ٢٢ - ٢٣.

الصفحة 222