كتاب آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا

في تطوان (¬١)، وهذا خطأ، والذي أوقعهم -والله أعلم- في هذا عدم اطلاعهم على كتاب الفهرسة لابن عجيبة.
وما قيل أنه ولد في تطوان لا يسلم لهذا القول، فابن عجيبة يقول عن نفسه: "قدم بي أبي وأنا صغير لمدينة تطوان بقصد زيارة علمائها" (¬٢).

ثالثًا: نشأته
عند سبر حياته يتضح أن ابن عجيبة منذ أن نشأ كان محبًا للصوفية متأثرًا بأسرته، ولكنه لم ينخرط في التصوف كمنهج إلا بعد أن التقى بشيخه البوزيدي وسلك الطريقة الدرقاوية الشاذلية، وهذا يدل على أنه لم يكن سالمًا من لوثة التصوف التي اكتسبها من أسرته، فلقد ذكر عدة أمور دلَّت على ذلك منها:
١ - ما ذكره من تعبده في زاوية جده الحسين الحجوجي، قال: "وخلوته التي كان يتعبد فيها مشهورة ... وقد تعبدنا فيها بعض الأيام" (¬٣).
٢ - ذكره لكرامات جداته وخرافاتهم الصوفية (¬٤).
٣ - وكذلك الثناء على نفسه منذ طفولته، بأنه حُفظ وعُصم، وأنه أُلهم منذ صغره لحب الخلوة، والوحدة (¬٥).
---------------
(¬١) ينظر: شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، ص ٤٠٠، واليواقيت الثمينة في أعيان مذهب عالم المدينة، ص ٧٠.
(¬٢) الفهرسة، ص ٤٠.
(¬٣) الفهرسة، ص ١٦.
(¬٤) الفهرسة، ص ١٦، ٢٤، وسيأتي لها مبحثٌ مستقلٌّ في موضعها.
(¬٥) الفهرسة، ص ٢٨.

الصفحة 27