كتاب آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا

رابعًا: طلبه للعلم
أ طلبه للعلم في الصغر (١١٦٠ هـ-١١٧٨ هـ).
وضح أنه ابتدأ الطلب صغيرًا، فيقول عن نفسه: "ألقى الله تعالى في قلبي محبة العلم وأنا في حال الصبا" (¬١)، فقرأ كتابًا في أحكام الصلاة (¬٢)، ثم شرع بمدارسة القرآن وحفظه، ثم تلقى إتقانه بالتجويد على يد شيوخه.
ب طلبه للعلم في طور الشباب (١١٧٨ - ١٢٠٨ هـ).
قال: "ولما بلغت من العمر تسع عشرة سنة أو ثمان عشرة سنة شرعت في قراءة العلم الظاهر" (¬٣).
وكان طلبه للعلم ابتداءً في تطوان، ثم انتقل إلى مدينة القصر الكبير (¬٤) وبقي فيه عامين مشتغلًا بالعلم إذ يقول: "ولما اطمأن بنا الموضع اشتغلت بقراءة العلم ففنيت فيه فناءً عظيمًا حتى أهملت نفسي، ونسيت أمرها" (¬٥)، ثم عاد بعد ذلك لتطوان عندما أُصيب بالحمى (¬٦).
---------------
(¬١) الفهرسة، ص ٢٦.
(¬٢) القرطبية، لأبي العباس الأنصاري المتوفى سنة ٦٥٦ هـ. ينظر: الفهرسة، ص ٢٦.
(¬٣) الفهرسة، ص ٢٩، وقصده بالعلم الظاهر: علم الحديث، والتفسير، والفقه، والنحو، والسيرة، والمنطق. ينظر: الفهرسة، ص ١٠١.
(¬٤) القصر الكبير: مدينة تقع في مفترق الطرق بين العرائش وفاس وطنجة تحيط بها الجنان والحقول والبساتين التي يسقيها نهر اللكوس، وبضاحية المدينة على مقربة من إحدى محطات القطار الذاهب من القصر إلى طنجة توجد السهول التي وقعت فيها معركة وادي المخازن التاريخية بين الجند السعدي والجند البرتغالي، سنة ١٥٧٨. ينظر: تعريف بالمدن والقرى والقبائل والأسر والجهات, ص ٨٣.
(¬٥) الفهرسة، ص ٢٠.
(¬٦) الفهرسة، ص ٣٠.

الصفحة 28