كتاب آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا

ثامنًا: وفاته
توفي ابن عجيبة عام ١٢٢٤ هـ، في دار شيخه محمد البوزيدي، ولكنه أُدرج في كفنه وبقي مدة لم يدفن حتى قدم أخوه عبد الله، فلما وصل إليهم مرض أخوه ومات أيضًا ودفنا جميعًا بزاويته المسماه بالزَّميج (¬١).
وضريح ابن عجيبة مغلق طول السَّنة، ولا يفتح إلا مرة في السَّنة تقام فيه العمارة (¬٢)، وهو ما يعرف بالموسم عند المغاربة حيث يحصل فيه بدع عظيمة ومنها ما يزعمونه من التقرب إلى الله - عز وجل - ببركة ابن عجيبة بالقربات، ولقد ترك ابن عجيبة طريقته الدرقاوية لأولاده الثلاثة، وقبورهم موجودة بجانبه، وعليها قبة، وهم: عبد السلام، وعبد القادر، أما الثالث فهو الصادق، وقيل لي أنه دفين تطوان، والله أعلم.
ولما دخلت الضريح وجدت قبر ابن عجيبة مرتفع قدر متر، كما هو واضح في الصور التي أخذتها له، ويقع في الزاوية التي عليها القبة الخضراء بالأعلى، ويوجد بجانبه مكتبة صغيرة فيها مصاحف، وكتب ابن عجيبة المطبوعة، وبعض الكتب المهتمة بالأوراد.
ولقد غلت الطريقة الدرقاوية في ضريحه، فهي تحتفل في اليوم الرابع من شهر سبتمبر من كل عام بموسم أحمد بن عجيبة (¬٣).
ولقد تم حوار بيني وبين مقدم الزاوية فظهر لي أنه لا يعرف الكثير عن أتباع الطريقة الدرقاوية وعددهم، وهل هم في زيادة أم لا، فقد اكتفى بفتح الباب وأخذ الأجرة على ذلك، وظن أنني أريد التبرك بضريح ابن عجيبة.
---------------
(¬١) ينظر: مخطوط كنز الأسرار ل/١٠٢.
(¬٢) العمارة: كلمة مغربية معناها الاجتماع على الذكر، أخذتها مشافهة من المسؤول عن فتح الضريح.
(¬٣) كل هذا أخذته مشافهة من المسؤول عن فتح الضريح، والسيدة المكلَّفة بمفاتيح الضريح.

الصفحة 46