كتاب آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا

وقال: والمراد بإنزاله: إمَّا إنزاله كله إلى سماء الدنيا، أُنزل جملةً واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، ثم نزل نجومًا في ثلاثٍ وعشرين سنة، وإمَّا ابتداء نزوله، وهو الأظهر (¬١).
ومنها ذكره لبعض خصائص القرآن:
١ - حبل الله المتين وهو النور المبين والشفاء النافع.
٢ - مهيمن على الكتب (¬٢).
٣ - حفظه من التحريف (¬٣).
٤ - لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (¬٤).
ومنها قوله: "كل ما اختُلف فيه يُرد إلى كتاب الله - عز وجل - ثم إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إلى الإجماع، ثم إلى القياس، فهذه هي قواعد الشريعة وعليها بنيت الأحكام فمن خرج عنهما فهو مبطلٌ، ففي كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من علم الأصول والفروع ما فيه غُنية، فإن لم يوجد نصٌّ فالإجماع أو القياس" (¬٥).
وعند تأمُّل ما سبق ذكره من أمثلة نجد أنه وافق فيها الحق وما دلَّت عليه النصوص من الكتاب والسُّنَّة، وقول سلف الأمة.
---------------
(¬١) البحر المديد ٧/ ٣٣١.
(¬٢) المرجع نفسه ٤/ ٦٢٧.
(¬٣) نفسه ٢/ ٢٠، ٢٥.
(¬٤) الدرر الناثرة في توجيه القراءات المتواترة، ص ٧.
(¬٥) المرجع نفسه ٥/ ١٩٥.

الصفحة 62