كتاب عجائب المقدور في أخبار تيمور

قلت
فاق من قاد للعدا كل جيش ... بكلام ثنى البعيد قريبا
مزج النقل في القياد بعقل ... فهدى عاشقاً وأهدى حبيبا
فكانوا ينهون إليه حوادث الأطراف وأخبارهم، ويكتبون إليه ما قدموا وآثارهم، ويذكرون " لديه " أوزانهم وأسعارهم، ويصفون منازلهم وأمصارهم، ويصورون سهولهم وأوعارهم، ويخطون بيوتهم وديارهم، وبينون مدى ذلك بعدا وقربا، وما في ذلك ضيقاً ورحبا، وجهات وأقطاراً شرقاً وغرباً، وأسامي الأمصار والقرى، وألقاب المنازل والذرا، وأهل كل مكان ورؤساءه، وأمراءه وكبراءه، وفضلاءه وشرفاءه، وأغنياءه وفقراءه، واسم كل ولقبه، وشهرته ونسبه، وحرفته وسببه، فكان يطالع بفكره ذلك، ويتصرف بتفكيره في سائر الممالك وكان إذا حل ببلد، واجتمع به من أعيانها أحد، شرع يسأله عن فلان، وفلان، وما جرى لفلان في الوقت الفلاني مما زانه من أمر وشأن، وإلام آلت تلك الواقعة، وكيف فعل فلان وفلان فيما كان بينهما من المنازعة، فيبهت ذلك الرجل ناظراً، ويظن أن تيمور كان في تلك

الصفحة 447