كتاب عجائب المقدور في أخبار تيمور

أو قدم موسى على أبي البشر، وقال يا ابن الفاعلة، والغاسل ابن الغاسلة، بلغ من انتهاكك الحرم، أن تذكر الأمير تيمور بشفة وفم، وأنى لك أن تجعل خدك مواطئ مداسه؟ فضلاً على أن تحلف برأسه، إنه لأجل من أن يتفوه مثلي ومثلك باسمه، أو يتلفظ بشيء من حدوده ورسمه، وإنه لأعظم من كيخسرو وكيكاوس وكيقباد، الذين ملكوا المشارق والمغارب وأفخم من بختنصر وشداد
وقيل إنه قصد في بعض الأوقات الاصطياد، وأرسل يمنة ويسرة على العادة طوائف الجيش والأجناد، ورسم أن يخرج مشاة تلك الرقاع، ورجالة هاتيك القرى والبقاع، فيمتدوا في الوهد واليفاع، وحين تلتئم على الوحوش حلقة الكيد، ويصح أن يتنازع فعلا رمى وأصمى كلا من عمرو وزيد، لا يشير أحد بضربة ولا طعنة ولا رمية إلى صيد، بيد أنهم يردون أوابد بتلك البيداء إلى بهرة ذلك البيد، فامتثل كل ما به أمر، وحين صار كالبنيان المرصوص وصف تلك الأحزاب والزمر، وأحاطت صافات تلك الكواسر بالوحوش إحاطة النجوم بالقمر، ماجت بحار الوحوش في ذلك البر، ولم تجد لها من دردور تلك السيول الهامرة

الصفحة 459