كتاب الإفهام في شرح عمدة الأحكام

هذا يدل على فوائد:
[1]ــ منها: الرفق بالجاهل, وعدم الشدة على الجاهل حتى لا ينفر من الإسلام.
[2]ــ منها تعليمه وإرشاده إلى الحكم الشرعي, حتى ينتبه في المرة الأخرى, لا يفعل ما فعل.
[3]ــ ومن فوائد هذا الحديث: حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - , وأنه كان رفيقا ليناً - عليه الصلاة والسلام - , حليماً كما قال اللَّه - عز وجل -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (¬1)،
ولهذا أرشدهم إلى الرفق بهذا الجاهل، فقال: «إِنَّمَا بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولم تُبْعَثُوا مُعَسِّرين» رواه البخاري في الصحيح (¬2) من حديث أبي هريرة، هذا يدل على الرفق بالجاهل, وعلى حسن خلق النبي, وعلى أنه ينبغي للأمة أن يتأسوا به - صلى الله عليه وسلم - في ذلك, وأن يرفقوا، ويحلموا، ولا يعجلوا.
[4]-وفيه من الفوائد: أن البول إذا وقع في المسجد مثلاً، أو في بقعة يُكاثر بالماء, يُصبُّ عليه الماء ويكفي، يُصبُّ عليه ماء أكثر منه ويكفي لطهارته، ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُصب عليه سَجْل من ماء,
¬_________
(¬1) سورة آل عمران، الآية: 159.
(¬2) رواه البخاري، برقم 220، وتقدم تخريجه في تخريج أحاديث شرح حديث المتن رقم 29.

الصفحة 105