كتاب الإفهام في شرح عمدة الأحكام

وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ العملِ أَفضلُ؟ قَالَ: «الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا» (¬1) يعني تؤدى في الوقت، فهذا أفضل الأعمال، فالوقت شرط لها لا بد من أدائها في الوقت، ولا يجوز تأخيرها، ولا تقديمها, فمن أخرها أَثم وعليه القضاء, ومن قدمها لم تصح, وهي عمود الإسلام, كما في الحديث: «رَاسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ» (¬2)، وفي الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد بإسنادٍ صحيح عن عبداللَّه بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا بين أصحابه فَقَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلَا بُرْهَانٌ، وَلَا نَجَاةٌ، وحُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ فِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وقَارُونَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ» (¬3)،
ــ نسأل اللَّه السلامة ــ صناديد الكفرة، من ضيّع الصلاة حشر مع هؤلاء، قال بعض أهل العلم: والحكمة في ذلك: أنه إذا ضيعها بأسباب الرياسة شابه فرعون، فيحشر معه يوم القيامة، ومن
¬_________
(¬1) رواه البخاري، برقم 527، ومسلم، برقم 85، وتقدم تخريجه في تخريج حديث المتن رقم 50.
(¬2) مسند أحمد، 36/ 345، برقم 22016، وسنن الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، برقم 2616، وسنن ابن ماجه، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، برقم 3973، وصححه بمجموع طرقه محققو المسند، 36/ 345، وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 2866.
(¬3) مسند أحمد، 11/ 141، برقم 6576، وابن حبان، 4/ 329، برقم 1467، والدارمي،

1 - / 203، والبيهقي في شعب الإيمان، 3/ 46، وفيها كلها وفي غيرها من كتب السنة لفظ (وكان) بدلاً من (حُشِرَ)، وحسن إسناده محققو المسند، 11/ 141، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح، 1/ 127، برقم 578.

الصفحة 146