كتاب الإفهام في شرح عمدة الأحكام

يقارب ذلك، حتى يتمكن الناس وحتى يتلاحق الناس وهذا يكون بغلس، وإن أخرها حتى زال الغلس كره, ولكن لا حرج، فالوقت يمتد إلى طلوع الشمس إذا صلاها قبل طلوع الشمس فقد صلاها في الوقت، لكن السنة أن يصليها بغلس. يعني هناك بقايا ظلمة.
أما حديث: «أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِأُجُورِكُمْ» (¬1)
, وفي لفظ: «أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ» (¬2)، هذا معناه عدم العجلة بالصلاة في وقت الشك والريب, بل يتأخر الإمام حتى يتحقق الصبح، حتى يسفر الصبح، وليس معناه أن يخالف الغلس، ليس هذا معناه، لا، المعنى واحد، يعني لا تعجلوا حتى يتضح الصبح, وكان يصلي الفجر إذا اتضح الصبح حين يعرف الرجل جليسه، فالمعنى أنهم يتأخرون حتى يتضح الصبح، ويبين وينشق الفجر، ولا يكون هناك شبهة، لكن مع بقاء بعض الظلمة وهو الغلس، وهذا معنى «أصبحوا بالصبح»، «أسفروا بالفجر» , يعني: لا تعجلوا, فإن هناك صبحاً كاذباً، يستطير في الأفق كالعمود، هذا ما يُعْتمد عليه
¬_________
(¬1) أخرجه أحمد، 28/ 496، برقم 17257، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب وقت الصبح، برقم 424، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الإسفار بالفجر،، برقم 154، وابن ماجه، كتاب الصلاة، باب وقت صلاة الفجر، برقم 672، وصححه محققو المسند،

28 - / 496، والشيخ الألباني في صحيح أبي داود، 2/ 299، برقم 551.
(¬2) أخرجه أحمد، 39/ 43، برقم 23635، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الإسفار بالفجر، برقم 154، وقال: «حسن صحيح»، والنسائي، كتاب المواقيت، الإسفار، برقم 548، وصححه محققو المسند، 39/ 43، والشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 3/ 109، برقم 1115.

الصفحة 151