كتاب الإفهام في شرح عمدة الأحكام

بعض الناس, وقد أكثر اللَّه من ذكره في كتابه العظيم والحث عليه بالنفس والمال, كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (¬1)، ويقول: سبحانه: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بأَمْوَالِكُمْ وَأنْفُسِكُمْ في سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (¬2) , ويقول - عز وجل -: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (¬3) الآية, ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَلْسِنَتِكُمْ» (¬4)،
ويقول - عليه الصلاة والسلام -: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ــ وَاَللَّهُ أعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ ــ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ» (¬5).
فالجهاد له شأن عظيم في نصر الإسلام وحمايته، ونشر دعوته، وبسط أحكامه، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتوسيع رُقعة الإسلام، إلى غير هذا من المصالح العظيمة.
¬_________
(¬1) سورة الصف، الآيتان: 10 - 11.
(¬2) سورة التوبة، الآية: 41.
(¬3) سورة التوبة، الآية: 111.
(¬4) مسند أحمد، 19/ 272، برقم 12246، وأبو داود، كتاب الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، برقم 2504، والنسائي، كتاب الجهاد، باب وجوب الجهاد، برقم 3098، وابن حبان، 11/ 6، برقم 4708، والحاكم، 2/ 81، وقال: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي، وصححه محققو المسند 19/ 272، وصححه العلامة الألباني في صحيح أبي داود، 7/ 265، برقم 2262 ..
(¬5) رواه البخاري، برقم 2787، ومسلم، برقم 1878، وتقدم تخريجه في تخريج حديث المتن رقم 410.

الصفحة 809