كتاب الفتح على أبي الفتح
عوناً على ما تتوخاه وتتلمسه، فلا شيء أفتق للخواطر في استنباط المعاني من مهاجسها، ولا أبعث للقرائح من استثارتها من مكامنها، من طول مرامها، وعد أنفاسها. والله موفقك ومرشدك.
فأول نوع منه هو الذي صدك جهل غريبة عن تصور غرضه وهذا النوع ينقسم ثلاثة أقسام:
أحدها ما لا يتضمن غير كلام مهجور، ولفظ مستشنع. وهو كقول الراجز:
أما تريني في الوقار والعَلة ... قاربت أمشي القَعَولي والفيجَلة
وتارة انبث نبثاً نعثله ... خزعلة الضبعان راح الهنبلة
يخاطب امرأة ازدرته وعيرته شيبه. والعلة: التحير والتبلد. يقال: عَلَة يعله علهاً. والقعولي: نوع من المشي. يقلب الرجل فيه رجليه كأنه من عرج يقال: مرَّ يقعول. والفيجلة: مشي فيه تقارب. والنبث: إثارة التراب. كأنه لضعفه لا يملك
رجليه. فهو يجرها جراً، ويثير التراب. والنفثلة: أيضاً نوه من المشي يسفي فيه التراب ماشيه برجله. ومثلها النعثله وبه سُمي الرجل نعثلا. والخزعلة والخذعلة بالذال: أيضاً هما نوع من المشي يثير ماشية التراب. ومنه ناقة خزعال، إذا كانت تثير التراب إذا سارت. وليس في كلام العرب فعلال عينه عينه غير لامه غير هذه الكلمة. يقال: مرَّ يُخَزعِلُ ويُخذعِلُ. والهنبلة: نوع من المشي في توأدةٍ.
الصفحة 36
362