كتاب الفتح على أبي الفتح
(عيني) في قوله: كما صدقت عيني: مفعول، وفاعل صدقت الطيف. أنثه لأنه يعني المرأة. وهذا كما تقول: صدقتُ زيداً الحديث، وصدقتك سن بكري في المثل الجاري، فان هذا التأويل لا يغير المعنى، ولكنه رديء في صناعة الشعر أن يكون ضمير شيء واحدٍ مذكراً ومؤنثاً يؤتى به في بيت واحدٍ.
وقوله:
أدمنا طعنهم والقتل فيهم ... خلطنا في عظامهم الكعوبا
كعب الإنسان جمعه كعوب وكذلك كعب الرمح جمعه كعوب.
قال الشاعر:
وكنت إذا غمزت قناة قوم ... كسرت كعوبها أو تستقيما
وإنما أوردنا هذا البيت ليعلم إنه يعني كعوب الرمح، لا كعوب الرجل لأن الكعب أيضاً من العظام. وإنما أراد أن كعوب الرمح كسرناها فيهم لكثرة طعنهم حتى اختلطت بعظامهم. ولقائل أن يقول يعني قطعنا الأرجل، وكسرنا الأذرع والسوق حتى صارت الكعوب مخالطة غيرها من العظام وحس
الصفحة 57
362