كتاب الفتح على أبي الفتح

وقوله:
أناس إذا لاقوا عدىً فكأنما ... سلاح الذي لاقوا السلاهبِ
يريد: إذا لاقوا أعداءهم كان سلاحهم عندهم مالا يعبأ به، كالغبار الذي تثيره خيلهم السلاهب وهذه الألف واللام التي مر ذكرها في شرح قوله:
وكذا الكريم إذا أقام ببلدة
يريد فكان سلاح أعدائهم غبار الخيل التي ركبوها الطوال، لقلة احتفالهم به. ولولا هذا التأويل لكان تخصيصه السلاهب نافراً مستهجناً. فقد علم إن الفارس إذا قال: الفرس سلهب فإنما يعني فرسه الذي هو راكبه. ألا ترى إلى قول حندج بن البكاء قاتل زهير بن جذيمه: (ضربته والسيف حديد والساعد شديد). كيف سبق إلى وهمك يريد إنه سيف نفسه وساعده
وقال الشيخ أبو الفتح: خصَّ السلاهب لأنها أسرع، فغبارها أخف وألطف. وهذا تمحّل لا خفاء به، وباضطرابه.

الصفحة 62