كتاب الفتح على أبي الفتح
يدعون الله ويسألونه كف المطر لأن أبنيتهم متضايقة، وبعضها فوق بعض، ولا مسيل لمياهها.
فهو يقول: لامني الناس في هجري بلاد الغيث، فقلت: تعوضت عنها بغوث يديه وشآبيبها.
قال الشيخ أبو الفتح: يقول: تركت القليل من ندى غيره إلى الكثير من نداه. وليس في قوله: هجرت الغيث ما يدل على إنه هجر القليل من ندى الناس، بل يدل على إنه هجر الكثير إلى الكثير. وما قاله الشيخ أبو الفتح يعد من المحتمل الجيد، إلا إنه لم يتثبت. ولو فكّر لما غرب عنه هذا القدر. ولو عددنا مثل هذا زلة لكان كتابنا الموسوم (بالتجني على ابن جني) مفرطاً في الكبر.
وقوله:
ولله سيري ما أقل تئيه ... عشية شرقي الحدالي وغُرّب
الحدالة: موضع بالشام (وغرب: جبل، وشرقي مضاف إلى ياء النفس. يريد جعلها شرقي وسرت أريد مصر. والتئية
الصفحة 65
362