كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

أنبياءِ (¬١) الله ورسله وخاصّته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والاتفاق، ومن مات ولم يغزُ، ولم يحدِّثْ نفسَه بغزو (¬٢) مات على شعبة من النفاق.
وكفى بالعبد عَمًى وخِذلانًا أن يرى عساكرَ الإيمان، وجنودَ السنّة والقرآن، قد (¬٣) لبِسُوا للحرب لأمتَه، (¬٤) وأعدُّوا (¬٥) له عُدّتَه، وأخذوا مصافَّهم، ووقفوَا مواقفَهم، وقد حمِي الوطيسُ، (¬٦) ودارت رحى الحرب، واشتدّ القتال، وتنادت (¬٧) الأقرانُ نَزَالِ نَزَالِ (¬٨)، وهو في
---------------
(¬١) ط: "أنبيائه ورسله".
(¬٢) ط: "بالغزو". ويشير ابن القيم رحمه الله هنا إلى ما جاء عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات ولم يغز ولم يحدّث نفسه بغزو، مات على شعبة من نفاق". رواه مسلم ٦/ ٤٩ كتاب الجهاد - باب من لم يغز ولم يحدث به نفسه.
(¬٣) ط: "وقد".
(¬٤) اللامة: الدرع وقيل: السلاح، ولأمة الحرب: أداتها. اللسان ١٢/ ٥٣٢.
(¬٥) د: "واتخذوا".
(¬٦) الوطيس: من وطَس الشيء وَطْسًا: كسره ودقّه، والوطيس: المعركة لأن الخيل تطِسها بحوافرها، وقولهم حمي الوطيس: أي حمي الضراب وجدّت الحرب واشتدّت. اللسان ٦/ ٢٥٥.
(¬٧) ب: نادت.
(¬٨) ح، ط د: "النزال .. النزال". ونَزالِ مثل قَطامِ وحَذارِ بمعنى انزِلْ، وهي من المنازلة لا من النزول إلى الأرض، والمنازلة في الحرب أن ينزل الفريقان عن إبلهما إلى خيلهما فيتضاربوا. اللسان ١١/ ٦٥٧، القاموس ١٣٧٢.

الصفحة 17