كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات، وننفي عنه النقائص (¬١) ومشابهة المخلوقات، إثباتًا بلا تمثيل (¬٢) وتنزيهًا (¬٣) بلا
---------------
= بينهما. والفقهاء يسمونه قياسًا، والجزء الأول: فرعًا، والثاني: أصلًا، والمشترك؛ علة وجامعًا. انظر: التعريفات ص ٩١، التوقيف ص ٢٠٤، كشاف اصطلاحات الفنون ٦/ ١٣٤٤ - ١٣٤٥. والصحيح أن التشبيه غير التمثيل، لأن التشبيه في اللغة قد يقال بدون تماثل في شيء من الحقيقة، كما يقال للصورة المرسومة في الحائط إنها تشبه الحيوان، وإن كانت الحقيقتان مختلفتين. ولهذا كان أئمة السنة يمنعون أن يقال عن الله: "لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه" لأن مقتضى هذا أن يكون معدومًا. انظر: بيان تلبيس الجهمية ١/ ٤٧٦ - ٤٧٧، والتدمرية (ضمن مجموع الفتاوى ٣/ ٧٣ - ٧١).
(¬١) في حاشية ب زيدت بعد "النقائص": "والعيوب".
(¬٢) لم يكتف المصنف رحمه الله بأن قال "إثباتًا بلا تمثيل" بل قدم على ذلك أنه ينفي النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقين، وذلك لأن الإثبات بلا تشبيه أو تمثيل لا يكفي في نفي النقائص عن الله تعالى وأنه قد يثبت نقصًا دون تشبيه ولا تمثيل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: معلوم أن المثبت لا يكفي في إثباته مجرد نفي التشبيه إذ لو كفى في إثباته مجرد نفي التشبيه لجاز أن يوصف سبحانه من الأعضاء والأفعال بما لا يكاد يحصى مما هو ممتنع عليه مع نفي التشبيه، وأن يوصف بالنقائص التي لا تجوز عليه مع نفي التشبيه كما لو وصفه مفترٍ عليه بالبكاء والحزن والجوع والعطش مع نفي التشبيه، وكما لو قال المفتري: يأكل لا كأكل العباد ويشرب لا كشربهم ويبكي ويحزن لا كبكائهم وحزنهم كما يقال يضحك لا كضحكهم ويفرح لا كفرحهم ويتكلم لا ككلامهم. أ. هـ التدمرية ص ١٣٦.
(¬٣) أصل التنزه: رفعة النفس عن الشيء تكرمًا ورغبة عنه، ونزَّه الرجلَ: باعده =

الصفحة 23