كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

ولا (¬١) نجحد صفاتِ ربنا تبارك وتعالى (¬٢) لتسمية الجهمية (¬٣) والمعتزلة (¬٤)
---------------
= فعلًا ولا قدرة على الفعل أصلًا، بل يضيفون الفعل إلى الله تعالى، والعبد عندهم لا فعل له فهو كالريشة في مهب الريح وحركاته كحركات المرتعش ليس له إرادة ولا قدرة على الفعل وممن قال بذلك: الجهم بن صفوان. والجبرية أصناف: الجبرية الخالصة: وهي التي لا تثبت للعبد فعلًا ولا قدرة على الفعل أصلًا، والجبرية المتوسطة: وهي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة. انظر تفاصيل مذهبهم في الملل والنحل للشهرستاني ١/ ١٠٨، الفرق بين الفرق ١٢٦ - ١٣٠، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص ١٠٣.
(¬١) في ح، طع: "فلا".
(¬٢) في الأصل وف: "ربنا لتسمية".
(¬٣) الجَهْميّة: سُمّوا بذلك نسبة إلى جهم بن صفوان الذي قتله سلم بن أحوز سنة ١٢٨ هـ. وقد تطلق الجهمية أحيانًا بالمعنى الخاص ويقصد بها متابعو جهم بن صفوان على آرائه، وقد تطلق بالمعنى العام ويقصد بها نفاة الصفات عامة -وهو الأغلب- والجهمية يقولون بنفي الأسماء والصفات عن الله تعالى، وأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة فقط والكفر هو الجهل بالله فقط، وأن الفاعل هو الله وحده والإنسان مجبور على أفعاله، وأن الناس إنما تنسب أفعالهم إليهم مجازًا. ومن أصولهم: تقديم العقل على النقل، كما قالوا بخلق القرآن، وقيل إن الجهمية لا تعتبر فرقة قائمة بذاتها كالمعتزلة، ولذا لم تذكر كفرقة عند كثير ممن كتب في الملل والنحل وإنما تذكر ضمن فرق المعتزلة أو المرجئة. انظر الفصل في الملل والنحل لابن حزم ٤/ ٢٠٤، الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٢٧ - ١٣٠، البرهان في عقائد أهل الأديان ١٧ - ١٨، مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ١/ ٣٣٨.
(¬٤) المعتزلة: هم أتباع واصل بن عطاء الغزال وعمرو بن عبيد سموا بذلك لاعتزالهم الحسن البصري لما اختلفوا معه في حكم مرتكب الكبيرة في أوائل =

الصفحة 26