كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

و (¬١) أما القرآن فإني أقول إنّه كلام الله، منزَّل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، تكلم الله به صدقًا، وسمِعَه جبريل منه (¬٢) حقًا، وبلّغه محمدًا (¬٣) - صلى الله عليه وسلم - وحيًا. وأنّ {كهيعص (١)} [مريم: ١]، {حم (١) عسق (٢)} [الشورى الآيتان/ ١ - ٢] (¬٤)، و {ق} [ق/ ١] , و {ن} [القلم/ ١] عين (¬٥) كلام الله تعالى (¬٦) حقيقة. وأنّ الله تكلم بالقرآن [٤/ أ] العربي الذي سمعه الصحابة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. جميعُه (¬٧) كلامُ الله وليس قولَ البشر، ومن قال إنه قول البشر فقد كفر، والله يصليه سقر (¬٨)، ومن قال ليس لله (¬٩) في الأرض كلام فقد جحد رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن الله بعثه يُبلِّغ (¬١٠) عنه كلامَه، والرسول إنما يبلِّغ كلامَ مُرسِله. فإذا انتفى كلام المرسِل انتفت رسالة الرسول (¬١١).
---------------
(¬١) هنا زيدت كلمة "فصل" في حاشية ب. وكذا في ح، ط.
(¬٢) في ف، ب: "منه جبريل". وسقطت "منه" من ح، طه.
(¬٣) ف، د: محمد.
(¬٤) وزيد بعدها في ب فوق السطر: "والر". وهي الآية الأولى من سورة إبراهيم والحجر ويوسف، وكذا في ط.
(¬٥) عين الشيء: نفسه وشخصه وأصله، والجمع أعيان. وعين كل شيء: نفسه وحاضره وشاهده. اللسان ١٣/ ٣٠٥.
(¬٦) لم يرد في غير الأصل.
(¬٧) في ب فوق السطر: وأنّ جميعه. وكذا في ح، ط.
(¬٨) "سقر" سقطت من ف.
(¬٩) في حاشية ب زيادة "بيننا". وكذا في س، ح، ط.
(¬١٠) في طع: "ليبلغ".
(¬١١) هذا مما يترتب على القول بخلق القرآن وأن القرآن ليس كلام الله تعالى =

الصفحة 30