كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

سبحانه (¬١) العلي الأعلى بكل اعتبار (¬٢).
فلما سمع المعطل منه ذلك أمسك، ثم أسرّها في نفسه، وخلا بشياطينه وبني جنسه، وأوحى بعضهم إلى بعض (¬٣) أصناف المكر والاحتيال، ورامُوا (¬٤) أمرًا يستحمِدون (¬٥) به إلى نُظَرائهم من أهل البدع والضلال، وعقدوا مجلسًا بَيَّتُوا (¬٦) في مساء ليلته (¬٧) ما لا يرضاه الله من القول، والله بما يعملون محيط (¬٨).
وأتوا في مجلسهم ذلك (¬٩) بما قدَروا عليه من الهذَيان واللَّغْط (¬١٠)
---------------
(¬١) ف، ب: سبحانه وتعالى. وفي ط: "فإنه سبحانه هو العلي".
(¬٢) قوله: "بكل اعتبار" يشير إلى أنواع علو الله تعالى وستأتي في مبحث العلو مفصلة.
(¬٣) في ب زاد بعضهم في الحاشية: "زخرف القول" وفي ط: "زخرف القول غرورًا".
(¬٤) راموا: طلبوا وأرادوا.
(¬٥) يستحمدون: أي يطلبون أن يحمدوهم عليه.
(¬٦) بيتوا: أي دبّروا ومكروا، يقال: بيّت الأمرَ: عمله ليلًا أو دبره ليلًا ومنه قوله تعالى: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: ١٠٨] وقوله {بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} [النساء: ٨١]، اللسان ٢/ ١٦.
(¬٧) في ح، ط: "يومه".
(¬٨) اقتباس من قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (١٠٨)} [النساء: ١٠٨].
(¬٩) "ذلك" سقطت من طع.
(¬١٠) اللغْط واللغَط: الصوت والجلبة أو أصوات مبهمة لا تفهم. القاموس ٨٨٥.

الصفحة 34