كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

الجَوائفِ (¬١) والمُنقِّلات (¬٢) دفائنَها (¬٣). وقوَّى اللهُ جأشَ (¬٤) المُثْبتِ، وثبَّت (¬٥) لسانه، وشيّد بالسنة المحمدية بنيانه. فسعى في عقد مجلس بينه وبين خصومه عند السلطان، وحكّم على نفسه كتب شيوخ القوم السالفين (¬٦)، وأئمتهم المتقدمين (¬٧). وأنّه لا يستنصر من أهل مذهبه بكتاب ولا إنسان، وأنّه جعل بينه (¬٨) وبينكم أقوالَ من قلّدتموه، ونصوص من على غيره من الأئمة قدّمتموه. وصرّح (¬٩) المثْبِتُ بذلك بين ظهرانيْهم حتى بلّغه دانيهم لقاصيهم فلم يُذعِنوا لذلك
---------------
(¬١) الجوائف: جمع جائفة وهي من أنواع الجراحات، وهي الجراحة التي تصل إلى الجوف من بطن أو ظهر أو ثغرة نحر أو ورك. وفيها ثلث الدية انظر المغني لابن قدامة ٩/ ٦٤٨، شرح الزركشي على مختصر الخرقي للزركشي ٦/ ١٧٣.
(¬٢) المنقِّلات أيضًا من أنواع الجراحات، وهي التي تكسر العظم وتنقله عن موضعه، وفيها خمس عشرة من الإبل. انظر المغني ٩/ ٦٤٦، شرح الزركشي ٦/ ١٧٢.
(¬٣) الدفائن: جمع دفينة وهي ما يدفن كالكنز. القاموس ١٥٤٤، والمراد أعظمها وأشدها وأبلغها.
(¬٤) في ط: "جأش عقد"، ومعنى الجأش: النفس وقيل القلب، وفلان قوي الجأش: أي القلب، ويقال رجل رابط الجأش: يربط نفسه عن الفرار ويكفها لجرأته وشجاعته. اللسان ٦/ ٢٦٩.
(¬٥) في ح، ط: "قلبه ولسانه".
(¬٦) سقطت من د، س.
(¬٧) في ف: "المقدمين". ولعل المؤلف يشير هنا إلى متقدمي أئمة الأشاعرة، فإن المتأخرين منهم خالفوهم في إثبات كثير من الصفات.
(¬٨) في ف، د: "بينكم وبينه".
(¬٩) ضبط في ف بتشديد الراء. وفي د، ط: "صرخ".

الصفحة 36