كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

مواقف (¬١) الابتهال، حاسري (¬٢) الرؤوس نسأل (¬٣) الله أن يُنزل بأسَه بأهل البدع والضلال (¬٤). وظنّ المثبتُ واللهِ أن القوم يجيبون (¬٥) إلى هذا، فوطّن (¬٦) نفسه عليه غاية التوطين، وبات يحاسب نفسه ويعرض ما يثبته وينفيه على (¬٧) كلام رب العالمين، وعلى (¬٨) سنة خاتم المرسلين (¬٩)، ويتجرد عن كل هوى يخالف الوحي المبين، ويهوي بصاحبه في (¬١٠) أسفل السافلين. فلم يجيبوا إلى ذلك أيضًا، وأتوا من الاعتذار، بما دلّ (¬١١) على أن القوم ليسوا من أولى الأيدي والأبصار.
---------------
(¬١) في طع، طه: "موقف".
(¬٢) قوله: "حاسري الرؤوس" أي كاشفي الرؤوس.
(¬٣) في ب: يسأل.
(¬٤) وهذا الفعل بين الخصوم يسمى "مباهلة" وهي الملاعنة. وصورتها أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منّا. اللسان ١١٣/ ٧٢. ومنه قوله تعالى - صلى الله عليه وسلم -: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١)} [آل عمران: ٦١].
(¬٥) في ط: "يجيبونه".
(¬٦) وطن نفسه على الشيء وله فتوطنت: حملها عليه فتحملت وذلّت له. اللسان ١٣/ ٤٥١.
(¬٧) في طع: "عن" وهو خطأ.
(¬٨) "وعلى" سقطت من ف.
(¬٩) في ط: "الأنبياء والمرسلين".
(¬١٠) في ب، ح، ط: إلى.
(¬١١) في ط: "دله".

الصفحة 38