كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

١١ - واللهِ ما هذا بِحُكْمٍ مُقْسِطٍ ... أين الغرامُ وصَدُّ ذِي هِجرَانِ
١٢ - شَتَّان بَينَ الحالَتَيْن فَإنْ تُرِد ... جَمْعًا فَما الضِّدَّانِ يَجْتَمعانِ
١٣ - يَا وَالِهًا هانَتْ عَلَيهِ نَفْسُهُ ... إذْ بَاعَها غَبْنًا بِكلِّ هَوَانِ
١٤ - أتَبيعُ مَنْ تَهْواهُ نَفْسُك طائِعًا ... بالصَّدِّ والتَّعذِيبِ والهِجْرانِ
١٥ - أجَهِلْتَ أوصافَ المَبِيعِ وقَدْرَهُ ... أمْ كُنتَ ذَا جَهْلٍ بِذِي الأَثْمانِ
١٦ - واهًا لِقَلْبٍ لا يُفارِقُ طَيرُه الْـ ... أَغْصانَ قائمةً على الكُثبانِ
---------------
= أن هذا الهجر لا يشق على هذا المحب لأن المحبة والهجر عندهم مستويان.
١١ - ف: "ذي الهجران".
١٢ - يعني بالحالتين: الأولى: حالة المحبة والقرب، والثانية: حالة الصدود والإعراض.
الضدان: هما اللذان لا يجتمعان وقد يرتفعان كالسواد والبياض. التعريفات للجرجاني ص ١٧٩.
١٣ - الولَه: الحزن وذهاب العقل لفقدان الحبيب، يقال رجل واله وامرأة واله ووالهة. اللسان ١٣/ ٥٦١.
غبَنه في البيع يغبِنه غَبْنًا: خدعه. القاموس ١٥٧٣.
١٥ - المقصود بالمبيع هو ما يناله الإنسان بمحبة الله تعالى من رضى الله وجنته بدليل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: ١١١] فإذا فرط الإنسان في محبة الله تعالى وهان عليه هذا المبيع الذي هو الرضا والجنة فقد خسر وهان.
١٦ - "واهًا" هنا للتلهّف.
- المقصود بالطائر هنا: الهم والكسب والإرادة، قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: ١٣]. شرح الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ - ق ١١. وسيأتي إيضاحه في حاشية البيت ١٩.
كثبان: جمع كثيب، وهو الرمل المجتمع المحدودب.

الصفحة 51