كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
فصلٌ في نُكْتةٍ بديعةٍ تُبَيِّنُ ميراثَ الملقِّبينَ والملقَّبينَ (¬١) من المشركينَ والموحّديِن (¬٢)
٢٦١٦ - هَذَا وَثَمَّ لطِيفَةٌ عَجَبٌ سَأُبْـ ... ـدِيها لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الإخْوَانِ
٢٦١٧ - فَاسْمَعْ فَذَاكَ مُعَطِّلٌ وَمُشَبِّهٌ ... وَاعْقِلْ فَذَاكَ حقِيقَةُ الإِنْسَانِ
٢٦١٨ - لَا بُدَّ أنْ يَرِثَ الرَّسُولَ وَضِدَّهُ ... في النَّاسِ طَائِفَتَانِ مُخْتَلِفَانِ
٢٦١٩ - فالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى مِنْهَاجِهِ ... والوَارِثُونَ لِضدِّه فِئَتَانِ
٢٦٢٠ - إحْدَاهُمَا حَرْبٌ لَهُ ولِحِزْبِه ... مَا عِنْدَهُمْ في ذَاكَ مِنْ كِتْمَانِ
٢٦٢١ - فَرمَوْهُ مِنْ ألْقَابِهِمْ بِعَظَائِمٍ ... هُمْ أَهْلُهَا لَا خِيرَةُ الرَّحْمنِ
٢٦٢٢ - فأتَى الأُلَى وَرِثُوهُمُ فَرَمَوْا بِهَا ... وُرَّاثَهُ بالبَغْيِ والعُدْوَانِ
٢٦٢٣ - هَذَا يُحَقِّقُ إرْثَ كُلٍّ مِنْهُمَا ... فاسْمَعْ وعِهْ يَا مَنْ لَهُ أُذُنَانِ
٢٦٢٤ - وَالآخَرُونَ أُولُو النِّفَاقِ فأضْمَرُوا ... شَيْئًا وَقَالُوا غَيْرَهُ بِلِسَانِ
٢٦٢٥ - وَكَذَا المُعَطِّلُ مُضْمِرٌ تَعْطِيلَهُ ... قَدْ أَظْهَرَ التَّنْزِيهَ للرَّحْمنِ
٢٦٢٦ - هَذِي مَوَارِيثُ العِبَادِ تَقَسَّمَتْ ... بَيْنَ الطَّوَائِفِ قِسْمَةَ المَنَّانِ
---------------
(¬١) كذا ضبط في الأصلين، وهو الصواب، خلافًا لابن عيسى الذي قال: إن الأولى بفتح القاف والثانية بكسرها. انظر: توضيح المقاصد ٢/ ١١١.
(¬٢) ف: "الملحدين"، وكذا في الأصل أيضًا فيما يبدو، والصورة غير واضحة (ص).
٢٦١٧ - س: "حقيقة الإيمان".
٢٦١٨ - كذا، والأصل: "مختلفتان". ولو قال "تختلفان" لزال الإشكال. (ص).
٢٦٢١ - قوله: "بعظائم"، كالسحر والجنون والكهانة والشعر ونحو ذلك.
- الخيرة: اسم من تخيّر الشيء واختاره، وبمعنى المختار.
٢٦٢٣ - فعل أمر من وعى، والوعي: الحفظ والفهم. والهاء عماد للوقوف. لسان العرب ١٥/ ٣٩٦ - ٣٩٧.
الصفحة 612