كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

٩٦ - هَذَا كِتَابُ اللهِ أنَّى قَالَ ذَا؟ ... أوْ عَبْدُه المَبْعوثُ بالبُرْهَانِ؟
٩٧ - أوْ صَحْبُه مِنْ بَعْدِه أو تَابِعٌ ... لَهُمُ عَلى الإِيمَانِ والإِحْسَانِ؟
٩٨ - بَلْ صَرّحَ الوَحْيُ المُبِيْنُ بأَنَّهُ ... حقًّا مُغيِّرُ هذِه الأكْوانِ
٩٩ - فيُبَدِّلُ اللهُ السَّمَاواتِ العُلَى ... والأَرْضَ أيْضًا ذَانِ تَبْدِيلانِ
١٠٠ - وهُما كتبديلِ الجُلودِ لِساكِني النَّـ ... ـيرانِ عندَ النُّضجِ مِن نِيرَانِ
---------------
٩٨ - يعني -رحمه الله- أنّ الذي صرّحت به نصوص الكتاب والسنة ليس هو إعدام هذه الأكوان كما يقول الجهم ولكن تغييرها وتبديلها في الكيفية مع بقاء الذوات والأعيان، وسيأتي إيراد النصوص الدالة على ذلك فيما يأتي من أبيات.
٩٩ - ذانِ: طع، طه: " ذات"، تحريف.
قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: ٤٨]، وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد وضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يُحشَر الناسُ يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقُرصة النَّقِيّ ليس فيها معلم لأحد"، وفيهما عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تكون الأرضُ يوم القيامة خبزةً واحدةً يتكفؤُها الجَبّار بيده" رواهما البخاري ١١/ ٣٧٢ - الفتح- كتاب الرقاق باب يقبض الله الأرض يوم القيامة، مسلم ١٧/ ١٣٥ - النووي- كتاب صفة القيامة باب صفة الأرض يوم القيامة. وهذه الأحاديث نص في أنّ الأرض تبدل، أما معنى تبديل السماوات: فهو أن تطوى كطي السجل للكتاب، كما قال تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: ١٠٤]. التذكرة للقرطبي ص ٢١٨، وسيأتي تفصيل ذلك في الأبيات ١٥٥ وما بعدها.
١٠٠ - يشير إلى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (٥٦)} [النساء: ٥٦]، أي: كلّما انشوت جلودهم فاحترقت بدلناهم بغيرها أي جلودًا أخرى. تفسير ابن جرير ٤/ ١٤٢، تفسير ابن كثير ١/ ٥١٤.

الصفحة 73