كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

١١٠ - وتَكُونُ كَالعِهْنِ الَّذِي أَلْوَانُهُ ... وَصِبَاغُهُ منْ سَائِر الألْوَانِ
١١١ - وتُبَسُّ بسًّا مثْلَ ذَاكَ فَتنْثَنِي ... مثْلَ الهَبَاءِ لِنَاظِر الإِنسَانِ
١١٢ - وَكَذَا البحَارُ فإنَّها مَسْجُورَةٌ ... قَدْ فُجِّرتْ تَفْجِيرَ ذِي سُلْطانِ
١١٣ - وَكَذَلِك القَمَرانِ يأذَنُ ربُّنَا ... لهُمَا فيجْتَمِعَانِ يلتَقِيَانِ
١١٤ - هَذِي مكوَّرَةٌ وَهَذَا خَاسِفٌ ... وَكِلَاهُمَا فِي النَّار مَطْروحَانِ
---------------
١١٠ - يشير إلى قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥)} [القارعة: ٥] والعهن هو: الصوف المصبوغ ألوانًا. اللسان ١٣/ ٢٩٧.
١١١ - يشير إلى قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦)} [الواقعة: ٤ - ٦]، وبسَّ الشيءَ: فتّته، والهباء: شعاع الشمس يدخل من الكوة كهيئة الغبار، وقيل: هو ما تطاير من شرر النار الذي لا عين له، وقيل: هو يبيس الشجر الذي تذروه الرياح. ومنبثًا: أي مفرقًا. تفسير الطبري ١٣/ ١٦٨ - ١٦٩.
١١٢ - يشير إلى قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦)} [التكوير: ٦]، ومعنى سجرت: ملئت حتى فاضت فانفجرت وسالت كما وصفها الله تعالى في موضع آخر بقوله: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (٣)} [الانفطار: ٣] والعرب تقول للنهر أو للركي المملوء: ماء مسجور، وقيل سجرت: أوقدت نارًا. تفسير الطبري مجلد ١٥ / ج ٣٠ / ص ٦٨، تفسير ابن كثير ٤/ ٤٨١.
١١٣ - القمران: أي: الشمس والقمر.
أي: يأذن لهما ربنا يوم القيامة فيجتمعان بعد أن كانا لا يجتمعان كما قال تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} [يس: ٤٠] ودليل اجتماعهما قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩)} [القيامة: ٩] وانظر: في تفسير الجمع: تفسير الطبري مجلد ١١٤ ج ٢٩ / ص ١٨٠، تفسير القرطبي ١٩/ ٩٦.
١١٤ - يشير إلى قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)} [التكوير: ١] والتكوير أصله الجمع مأخوذ من كار العمامة على رأسه يكورها أي: لفها وجمعها، فالشمس يوم القيامة تكور ويمحى ضوؤها ثم يرمى بها. تفسير القرطبي ١٩/ ٢٢٧، تفسير الطبري مجلد ١٥ / ج ٣٠ / ص ٦٥، تفسير ابن كثير ٤/ ٤٧٥.=

الصفحة 76