كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

١٢٤ - وكَذَلِكَ الأرْوَاحُ لَا تَبْلَى كَمَا ... تَبْلَى الجُسُومُ ولَا بِلَى اللُّحْمَانِ
١٢٥ - ولأجْلِ ذَلِكَ لم يُقِرّ الجَهْمُ بالْ ... أرْوَاحِ خَارجَةً عنْ الأَبْدَانِ
١٢٦ - لكِنَّها مِنْ بَعْضِ أعْراضٍ بِهَا ... قَامَتْ وَذا في غَايَةِ البُطْلَانِ
---------------
= يشير إلى ما رواه أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مما بين النفختين أربعون"، قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت، "ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، قال: وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلاّ عظمًا واحدًا وهو عَجْب الذنَب ومنه يركَّب الخلق يوم القيامة". رواه البخاري ٨/ ٦٨٩ فتح، كتاب التفسير باب يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجًا، ورواه مسلم ١٨/ ٩١ - ٩٢ نووي كتاب الفتن - باب ما بين النفختين.
١٢٤ - لُحمان: جمع لَحم. ومما يعمه البقاء ولا يفنى: الأرواح فهي لا تموت بموت الجسد ولا تفنى بفنائه، قال ابن القيم رحمه الله عند كلامه على الروح: "فإن العبد كلما نام خرجت منه، فإذا استيقظ رجعت إليه، فإذا مات خرجت خروجًا كليًا، فإذا دفن عادت إليه فإذا سئل خرجت، فإذا بعث رجعت إليه". الروح ص ٤٩، ٢٩١، ٢٩٢.
وقال شارح الطحاوية ابن أبي العز رحمه الله بعدما عرض مذاهب الناس في الروح: "والصواب أن يقال موت النفوس مفارقتها لأجسادها وخروجها منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وإن أريد أنها تعدم وتفنى بالكلية فهي لا تموت بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب". شرح الطحاوية ٢/ ٥٧٠ - ٥٧١، وانظر: شرح مسلم للنووي ١٣/ ٣١.
١٢٦ - أعراض: جمع عَرَض، وقد تقدم تعريفه في حاشية البيت رقم ٩٠.
ف: "لها قامت"، تحريف.
- ينكر الجهم وجود الأرواح المستقلة عن الأبدان ويقول: ليس هناك روح تنزل إلى البدن عند الولادة وتصعد منه عند الموت، ولكن الحياة عنده عرض من الأعراض القائمة بالبدن، فإذا مات الحي بطل ذلك العرض وفني كما يفنى السمع والبصر بفناء الجسد. والذي يدل عليه الكتاب والسنة=

الصفحة 80